Bahasa ArabQism Lughah

المعاهد الإسلامية دورها في رفع مستوى الاقتصاد الإندونيسي

0

بقلم  المتخصص محمد نزار صافي *

واضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن إندونيسيا دولة بأكبر عدد المسلمين في العالم، إحصائيا يصل عدد السكان المسلمين في إندونيسيا إلى حد 87.18٪ من  مجموع عدد سكان إندونيسيا. الأمر الذي يشير إلى الإمكانات على زيادة مؤشر الشمول المالي الإسلامي. والمعاهد الإسلامية كمؤسسات تعليمية بمفهوم التمويل الإسلامي لها مساهمتها الكبيرة في تطوير الاقتصاد في إندونيسيا. انطلاقا من العدد الكبير من المعاهد الإسلامية في إندونيسيا فقد أثبتت البيانات أنه إلى هذه الساعة تم تسجيل 28194 معهد التي تضم  18 مليون نسمة من الطلاب منتشرين في جميع أنحاء إندونيسيا. تعد الإمكانات الكبيرة للمعاهد الإسلامية في جميع مناطق إندونيسيا -جنبًا إلى جنب مع عدد كبير من المسلمين- الفرصة لزيادة الشمول المالي الإسلامي.

من الجدير بالذكر أن قوة التمويل الإسلامي في مواجهة الأزمات الاقتصادية المختلفة ثبتت ببيانات لا يدع لواحد أي تساؤل، على سبيل المثال خلال الأزمة العالمية لعام 2008 انهار العديد من المؤسسات المالية العملاقة مثل ” إخوة لحمان” (Lehman Brothers)  وقد قام فترة تقرب من قرن واحد. في الوقت ذاته، اتضح أن المؤسسات المالية الإسلامية قادرة على الصمود ، بل وتستمر في النمو في عاصفة الأزمة. كما يعزز بيان نائب محافظ البنك الإندونيسي هذه الحقيقة قائلا إن للمؤسسات المالية الإسلامية مناعة أقوى لمواجهة الأزمات من غيرها من المؤسسات الخدمات المالية الأخرى.

خلال حالة انتشار وباء الكوفيد 19 مثلا، نجحت المؤسسات المالية الإسلامية في الحفاظ على مرونتها ومناعتها، شاهد ذلك ظهور تطور المؤسسات المالية الإسلامية في إندونيسيا تطورا إيجابيًا. يتناسب عكسيا مع ما يعانيه الاقتصاد العالمي والمحلي من الانكماش. كما تدل البيانات على أنه حتى يوليو 2020 ، نمت قيمة أصول الصناعة المالية الإسلامية بنسبة 20.61٪ سنويا لتصل إلى 1،639.08 تريليون روبية. ويلحق هذا النمو زيادة في الحصة السوقية للتمويل الإسلامي في الصناعة المالية الوطنية إلى 9.68٪. لذلك شجعت الحكومة على نمو التمويل الإسلامي بشكل متواصل، لا سيما من خلال المعاهد الإسلامية.

مما لا يقل أهمية من قبل، أن إندونيسيا حاليًا تمتلك بالفعل أفضل 10 منتجات غذائية حلال باعتماد مجلس العلماء الإندونيسي الذي تم تصديرها إلى 29 دولة ، بقيمة 229 مليون دولار أمريكي. ولا تزال إمكانات تطوير الصادرات سانحة بالطبع ، بحكم مزايا هذا المنتج الحلال. وكان هذا المنتج الشرعي حظي بنوع الدعم من قبل الحكومة بطريق إنشاء اللجنة الوطنية للاقتصاد والتمويل الشرعي ، فضلاً عن تسهيل وسائل تمويل الصادرات من قبل وكالة تمويل الصادرات الإندونيسية (LPEI) كما أنفقت الحكومة كذلك -كشكل من أشكال الدعم الحكومي لتنمية الاقتصاد الإسلامي بواسطة المعاهد الإسلامية- مجموعة هائلة من المبلغ تصل إلى 2.6 تريليون روبية للمعاهد الإسلامية للولوج في معايير جديدة وكذلك في سياق التعافي الاقتصادي الوطني. و توجد أيضا بالفعل خريطة استراتجية تطوير الاستقلال الاقتصادي للمعاهد الإسلامية للفترة 2017 – 2025. تتضمن تلك الخريطة تطوير وتكرار نماذج أعمال شرعية في المعاهد الإسلامية، وتوحيد التقارير المالية للمعاهد الإسلامية، وتطوير منصات رقمية ، ومنصات سوق افتراضية، وتطوير مراكز امتياز إلى إنشاء الشركات الأم (اقتصادية مقبوضة) و أعمال المعاهد الإسلامية الوطنية.

وقد أوصى نائب الرئيس الكياهي الحاج معروف أمين -رئيس مجلس العلماء الإندونيسي السابق- في غير قليل من المناسبات حملته على أن المعاهد الإسلامية عبارة عن مراكز التغيير والابتكار. لا يعني دور المعاهد مقصورا في إعداد الأجيال لفهم تعاليم دينية فحسب ، بل إلى جانب ذلك تمثل مؤسسات اقتصادية قادرة على أن تلعب دورها الرائد للتنمية لكافة الجهات الفاعلة الاقتصادية وراء بناء المجتمع اقتصاديا حتى أنها في النهاية تستمر في ملء الصفحات الجميلة لجهاد الأمة بماء الذهب نحو تجسيد إندونيسيا أكثر إبراقا لسنة  2045.

*مدير نشرة الإبداع ووكيل قسم البحوث اللغوية بمعهد دار اللغة والدعوة

admin dalwaberita.com
Media Informasi dan Berita Terpercaya Seputar Ponpes Dalwa

دور اللغة العربية في بناء الحضارة العالمية الحديثة

Previous article

Ponpes Dalwa di Era New Normal

Next article

Comments

Leave a reply