بقلم معاذ أحمد
إنه لمن المثير أن أتحدث حول الجانب الأهم من الأخلاق التي كانت وما زالت إليها المرجوع وعليها المعول والذي أريد أن ألقي الضوء عليها في هذا الصدد هو إزاحة الستار عن صورة من معنى الصبر بصفته خلقًا من الأخلاق التي من شأنها أن يتسرب في أعماق كل فرد من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
بديهي إن قلت أن الصبر قد توج كثيرا من صاحبه أخصهم بالذكر الأنبياء مثل نبي الله إبراهيم عليه السلام الذي دفع دم قلبه في دفع شبهة عباد الأصنام وعند ذلك وقع في خطإ قاتل ولكن الحظ يتبسم له, يتمثل ذلك في أن خلع الله تعالى ثوب الحرق من النار فلا تضرّه شيئا وألبسه عليه السلام ـ في أوسط النار ـ ثوب الاطمئنان والسكينة فأصبح هادئ البال.
ولا يستغرب أن شاهدنا عقب ذلك سطوع شمس الإسلام بينهم من فضل هذه الظاهرة فسرى شعور الحاجة الداعية إلى أن أقول ” رب ضارة نافعة ورب عمل استهدف شيئا فأتى بنقيضه”.
رجوع إلى مدخل لقد أوضح الله بشكل لا خفاء فيه جزاء الذين يتحلون بالصبر في قوله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). سورة : الزمر أية : 10
وهو وحده جل ثناءه يعرف جودة الجزاء اللذي لا يكاد يأتي عليه العد واللذي يكاد الإنسان يقف أمام نوع من الاستغراب المستمر بعد معرفة حقيقته, ودونما شك أن هذا الجزاء جزء لا يتجزء من العمل الأكيد والمحاولة الدقيقة في تعويق جريان النفس إلى أن أصبحت بعد خطوة وأخرى خاضعة أمام ماكان عليه العقل من الإرادة الصافية فإن شاء الله نشاهد بعد تمام هذه المحاولة جريان الرياح بما تشتهيه السفن فإن الله مع الصابرين.
Comments