Bahasa Arabberita

الجانب المنسي من التضحية العظيمة

0
كان و لا يزال الحديث عن التضحية من أكثر ما تملأ أوراق الكتاب في هذه الأواخر سيما في هذا الوطن المحبوب الذي سيحتفل بحلول عيد الاستقلال الإندونيسي – عن قريب – بالأدق في التاريخ 17 أغسطس 2019 .و لكن من المؤسف أننا تصفحنا تلك الأوراق فوجدنا أن معظم البحث – إن لم يكن كله – يدور حول المظاهر فحسب. مع أن التضحية التي قام بها الأبطال على وجه الخصوص و جميع شرائح المجتمع الإندونيسي على وجه العموم تعد من الجهود المشكورة و المساعي المشهودة التي لا تقيم بقيمة .فانطلاقا من هذا المدخل الوجيز ,اخترت هذا العنوان كي تنغرس في سويداء قلوبنا غيرة و اعتناء بهذه التضحية .
          وقبل أن نشرع في البحث أكثر تعمقا عن موضوع كنا بصدده ,من المستحسن أن أضع النقاط على حروفه حول خلفية بحث هذا الموضوع .و النقطة المهمة التي تحوج الكاتب إلى الحديث عنها في هذه الأطروحة الوجيزة هي علاقة التضحية بالاستقلال الذي نتمتع به إلى حد الآن .إذ ليس بكثير ممن يعرف حقيقة الاستقلال بمعانيه الراقية و قيمه الباهرة .فالحرية عبارة عن ملك القوة و السلطة و الحق و صلاحية التصرف أو الكلام أو التفكير دون أي حدود أو ضوابط .تلو هذا التعريف البسيط ,نعلم أن الاستقلال ليس مجرد حرية الحياة فحسب بل له معنى أكثر و أعمق من ذلك .و الآن يطيب لي أن أصب ما خطر ببالي من الأفكار حول هذا الموضوع الذي كنا بصدده الآن .
          بادئ ذي بدء أريد أن ألقي الضوء على أننا نعيش في إندونيسيا .و هي بلدة وهبها الله جل و علا بشتى الخيرات ,إذ أنها  منذ قديم من الزمان مشهورة بعجائبها الفريدة و خصوبة أرضها و جميل مناظرها الطبيعية و غزارة أمطارها و وفرة مواردها الطبيعية من الحاصلات الزراعية و البحرية و المعدنية .و قد استقل هذا البلد من الاحتلال الهولندي و اليباني أكثر من ثلاثة قرون .و هذا الاستقلال جزء لا يتجزأ من الجهود و المساعي من كافة الأبطال و المجتمع الإندونيسي .حدث و لا حرج أن مما يشار إليه بالبنان ,أنهم مهما كانوا في بعد عن الأسلحة الحديثة على سبيل المثال : المسدس و القنبلة و الدبابة و القنبلة الذرية و القنبلة اليدوية و ما إلى ذلك ,تمكنوا من الدفاع عن كرمة هذا الوطن المحبوب .هذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى عنايتهم الفائقة و جهودهم الجبارة و اعتناءهم البالغ بهذه البلدة .
          و بعد مرور الأيام و الشهور و السنين و ذلك – دون أدنى شك و ريب – بفضل الجهود الجبارة من قبل الأبطال و العلماء و المجتمع الإندونيسي تمكنت إندونيسيا من طرد المحتلين و حاز على الاستقلال – لله الحمد و الشكر على ذلك -. بعد أن احتلتها الأعداء – الهولندييون و اليابانيون – طيلة ثلاثة قرون على وجه التقريب .و ذلك في التاريخ 9 رمضان 1364 هـ  الموافق بـ 17 أغسطس 1945 مـ .
          لكن مما يؤسف له أننا لم نر من ذاك الاستقلال حقيقته. الأمر الذي يجعلنا متحيرين أنحن في استقلال أم في احتلال ؟ سيما في هذه الآونة الأخيرة رأينا كأن لسان حال بلادنا يصيح ويقول أنه على شفا حفرة من الهلاك وحافة الدمار , يتمثل ذلك في ظهور ظاهرة القلاقل والبلابل في شتى بقاع أرضنا .على سبيل المثال : حدوث كثير من الاختلاس الذي قام به بعض رجال الحكومة وازدياد البطالة يوما بعد يوم و عدم وجود ميدان العمل اللائق للمجتمع الإندونيسي مما تؤدي إلى كثرة الفقراء و المساكين سيما بعد وقوع الكوارث الطبيعية المتتالية  بدء من الزلازل في لومبوك ثم مالوكو ثم بالي مرورا بفيضانات و تسوناميات في جاكرتا و فالو وصولا إلى انفجارات البراكين في بندونج جاوى الغربية .و في الوقت نفسه تحديات من دول أخرى في بعض المجالات ,مثل الأنشطة الصناعية ا
لمتواصلة و لها قوة التنافس مع شركات أخرى بخارج البلاد .و مما يؤسف حدوثه أن بعض الشركات و المنشأت تمت بيعها لدول أخرى .
          و في الوقت نفسه الزمان انقلب الحال إلى مائة و ثمانين درجة حيث أن هذه البلدة قد انحطت انحطاطا كبيرا, و ذلك الانحطاط كاد أن يحيط جميع المجال من مجالات الحياة ,بدءًا من الاقتصادية مرورا بالحكومية وصولا إلى المالية .مثل ما حدث فى المجال الاقتصادي من ارتفاع أسعار الأقوات التسعة و أما فى المجال الحكومي كثير وقوع الاختلاس الذى ارتكبه بعض ولاة الأمور و رجال الحكومة.وأخيرا فى المجال المالي مثل ما تتحمله إندونيسيا من تراكب الديون الذي استلفته من صندوق النقد الدولي (IMF) . وهذه الحوادث قد صارت حلقة يومية حسب تقارير وسائل الإعلام , إضافة إلى ذلك أنها عيب وعبء كبير على الدولة.
          بعد هذه السطور المتعددة ,بقي السؤال عالقا في الأذهان ,ما سبب هذه الظاهرات المأساوية ؟ . أقرب الاحتمالات يكمن الجواب – فيما يتجلى لدى الكاتب – هو عدم الإنصاف الشخصي و الوعي الفردي من كل فرد من أفراد المجتمع الاندونيسي لتقدم و تطور هذه البلدة .و هذا خلاف ما رأينا في الأيام السالفة من التضحية الكريمة التي قام بها الأبطال و المجتمع الإندونيسي للدفاع عن كرامة هذا الوطن المحبوب من بذل الجهود الجبارة و الطاقة الكبيرة .و كل هذه المساعي تستهدف إلى هدف واحد وهو الاستقلال الإندونيسي من الاحتلال. لكن مما يؤسف له أننا لم نر مثل هذه التضحية العظيمة في هذه الآونة الأخيرة .و السبب التالي هو غياب سيرة مسيرة الأبطال و تاريخ استقلال هذه الجمهورية عن أذهان و قلوب المجتمع الإندونيسي ولو غيضا من فيض السعي الحثيث والجهود المبذولة من هؤلاء الأبطال, مؤدى ذلك عدم الاعتناء و الاهتمام بحالة هذه البلدة .

          و من هذا المنطلق القصير ,فقد دعت الحاجة إلى تغيير الحالة إلى ما هو أحسن .و دون أدنى شك و ريب لتحقيق هذه الغاية المنشودة أننا في حاجة ملحة إلى إنصاف شخصي و وعي فردي من كل فرد من أفراد المجتمع الإندونيسي للقيام نحو إنقاذ هذه الدولة من التدهور إلى التطور ,مثل ما قام به الأبطال من تضحية أرواحهم و أوقاتهم النفيسة لعظمة هذه البلدة .و لنسعى جاهدين لمكافأة تضحيتهم في القيام بالأعمال و النشاطات الحسنة ,على سبيل المثال : نقرأ لهم التهليل و الدعاء لهم جزاء و شكرا و بدلا من عقد الأنشطة التي لا فائدة فيها .و بالتالي نقرأ سيرة مسيرة الأبطال و تاريخ استقلال هذه الجمهورية كي تنغرس في سويداء ضمائرنا و صميم صدورنا محبة عميقة للأبطال و اعتناء بالغ بهذه الدولة .و كل هذه المساعي تمثل خطوة لإنقاذ هذه الدولة من أوحال التدهور و التأخر إلى أوج التقدم و التطور , من سجون الفاقة إلى أفنان الرفاهية .

admin dalwaberita.com
Media Informasi dan Berita Terpercaya Seputar Ponpes Dalwa

Hakikat Santri?

Previous article

Pertalian Sejarah, Tradisi Santri dan Qohwah

Next article

Comments

Leave a reply