روى في صحيح مسلم عن رسول الله أنّه قال : صنفان من أهل النار لم أرها, قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس و نساء كاسيات عاريات, مميلات مائلات, رؤوسهن كأسنمة البخت المائلاة, لا يدخلن الجنّة و لا يجدن ريحها و إنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا (رواه مسلم).
ينبغي التحذير عن الحديث المذكور المتعلق بالأزياء و الملابس أنّ اللباس حدّا هو الثوب السابع الذي يستر البدن كله. و يقال في قاموس أوكسفورد أنّ اللباس هو الثوب السابع الذي يستر البدن كله من الرأس إلى الرجل. و من المعلوم أنّه لا مجال للمناقشة حول تطوّر العصر الذي يكلّف الناس اتباعه و من لم يربط و يمسك نفسه عن عنيق تطوّر العصر وقع فيه. و ممّا تجدر الإشارة إليه تغيّر غرض اللباس إلى تغيّر مؤسف شديد و انعكس الحقيقة إلى مائة و ثمانين درجة أنّ غرض اللباس ليس فقط للستر لكن يكون أسلوب الحياة و في بعض الأحيان يقع إلى أسلوب الحياة المخزية المأسوبة الذميمة.
و يتمثّل في ذلك تطوّر أزياء نساء عصر العولمة قد تطوّر من أزياء بسيطة و مخفي العورة إلى أزياء رائعة بكثرة الألوان من الأسلوب. لكن ممّا يؤسف له قد يكون مجاوزا عن حدّ الشارع. أضف إلى ذلك أنّ الأزياء في الزمان الماضي قد يكون مجاوزا عن حدّه لكن الذي يقع اليوم أصبح أكثر مجاوزة و تغيّرا و تخالفا رأسا على عقب.
نرى أنّ طائفة من النساء يمشين في الشارع و هنّ يلبسن الطرحة و يلبسن اللباس الضيق غير فضفاض و قد يلبسن اللباس الشفاف يظهر شكل الجسم و شأن العارية يعنى كاسية في الصورة عارية في الحقيقة, و غرض اللباس الستر و من لم يستر اللباس كان صاحبه عاريا, و قد يلبسن الأزياء بألوان تجلب أنظار الناس و الموضة التى تجتذب أنظار الأجنبيين و كانت مميلات لقلوب الرجال مائلات في مشيتهن, يتبخترن بقصد الفتنة و الإغراء مع أنّ المرأة الصالحة هي التى لا ترى رجلا و لا يرها رجل, و مما دعا إليه الرسول صلى اللّه عليه و سلم بقوله “مميلات مائلات”
على كل حال, لا نقدر أن نقول أن العصر مغلوط و أنّ تطوّر الزمان ضلال. نعم, هو الواقع علينا أن نقف موقف التحذّر و أن نحدّد أنفسنا و لا نتقرّب من الأسلوب الذميم لأنّ من حمى حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
فكلّ هذه الثغرة التى ينبغى أن تسدّ, و تقع هذه المسؤولية على الأفراد, و يقاس من ذلك أن المرأة قد أخذت دورا كبيرا في إقامة الدولة و الديانة و أنّ المرأة قواعد البيوت, إذا فسدت المرأة فسدت الأجيال كله. و اللا مبالاة بذلك تؤدّى إلى انحطاط الأخلاق و الأجيال
Comments